• Post published:30/11/2019

تسقط الممالك أذا لم تستثمر أجيالها ليكونوا كالأنهار تستمد من تدفقهم حياتها 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * : كثيرون هم الذين كتبوا عن سقوط الممالك ، لا يكاد يحصرهم كتاب أو إحصاء ، ففي كل بلد ناهض متقدمة فيه الحضارة والمدنية والعلم ، لابد أن يكون فيه عشرات الكتّابوالمحللين وأهل الاختصاص  ، ممن يكتبون ويحللون أحوال بلدانهم حين تقدمها أو تأخرها ، وفي الاثنين التقدم والتأخر ، هناك من يعطي من هؤلاء وغيرهم التحذير ، ويسدي النصيحة وفق المعايير والأدلة التي بين يديه عن الخطر والأمان التقدم ، أو التراجع الربح أو الخسارة، وهكذا .

د .محمد بن أبراهيم الشيباني
د .محمد الشيباني

لكن هل سقوط الممالك ينحصر فقط في الاقتصاد حين يتراجع أو يخسر ، فهذا قد يهون أمره إذا راجعت الدولة حساباتها من جديد ، ونظرت نظرة جادة محكمة إلى ما تملك من موارد من هنا وهناك ،قد تعود إليها عافيتها ، ولكن تسقط الممالك إذا تركت أجيالها ــــ وأكثرهم الشباب ــــ من دون استثمار حقيقي لهم واحتوائهم ،لأنهم (كما قال إحسان حقي) كالأنهار تستمد حياتها من الأجيال الجديدة المتدفقة في نهر الحياة ،

فإذا كانت هذه الأجيال حية جادة نشيطة ، منصرفة إلى العلم والعمل ، جددت بلادها كما يجدد ماء النهر المتدفق حياة النهر ، لحظة بعد لحظة ،ولا يموت النهر إلا إذا انقطع الماء ، وكذلك لا تموت الدول ، إلا إذا كانت الأجيال المنبعثة أجيالاً غير صالحة للحياة ، فتموت ليورث الله الأرض أجيالاً صالحة .

إذاً كما ذكرت ذلك كثيراً في مقالاتي ، لابد من شغل الشباب بما يفيدهم وبلدهم ، وأن يكون الاهتمام بهم متنوعاً وجاداً وصحياً ، ليس مصالح لأشخاص أو هيئات تريد من وراء ذلك المال والبروز الإعلامي .

لقد زاد فراغ الشباب الكويتي وتوسع ، حتى زاد الخرق على الراقع واتجهوا إلى طرقات غير محمودة في السلوك والأخلاق والمناهج ، وانحرف الكثير منهم ، وإن لم يدركوا وبإخلاص من الدولة تبذل فيه الغالي والنفيس لن تجدهم على السمع والطاعة بعد ذلك في المحن والخطوب والملمات .

يحتاجون إلى بذل يخالج خوافيهم بأوسع شعوراً ، وأدق حساً ، وأشمل نظرة للحياة .

وبالله المستعان ..

*رئيس التحرير

تواصل معنا

زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب  ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية -الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق – تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً..التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز :  25320902- 25320900/ 965 +

اترك تعليقاً