• Post published:24/10/2018

 

الجزء الثاني والأخير

سيرة وانفتحت 

 

الباحث فهد العبدالجليل في متحقه التراثي
الباحث فهد العبدالجليل في متحقه التراثي

 

تراثنا – حوار خالد ابوقدوم :

 

تستكمل تراثنا الجزء الثاني والأخير من الحوار المطول مع الباحث التراثي الشاب فهد العبدالجليل حيث يروي لنا قصته مع التراث من الألف إلى الياء ،ويتناول بالذكر ما يحتويه متحفه من نفائس المخطوطات والكتب والوثائق والمجلات ، و جهوده الإعلامية في جهازي التلفاز والإذاعة، مسلطاً الضوء على قضايا التراث ، بالإضافة الى قيامه بالغاء المحاضرات والمشاركة في المؤتمرات والندوات التي تخدم القضايا التاريخية .

  • تحوي مكتبته التراثية على مجلة “الكويت” أول مجلة كويتية مطبوعة في مصر لعبدالعزيز الرشيد عام 1926 م .

  • الوثائق العدسانية احتلت مكاناً هاما في توثيق القضاء خلال مائة وخمسون عاماً من تاريخ الكويت .

  • وثق مراسلات أسرة العبدالجليل التجارية بين شرق أفريقية ودول الخليج والبصرة والموانىء التجارية المهمة في المنطقة .

 

لوحة مهداة من فهدالعبدالجليل إلى مركز المخطوطات
لوحة مهداة من فهدالعبدالجليل إلى مركز المخطوطات

وأن كانت الكتب تحتل موقع الصدارة في متحف الباحث التاريخي فهد العبد الجليل، لكن الصحف والمجلات لها أيضاً حيز لا يستهان به من الاهتمام والتقدير لدنه، فهي الأخرى توثق تاريخ الكويت ولكن بطريقة مختلفة ولذلك حرص على اقتناء أي صحيفة أو مجلة كويتية، ويأتي في المقدمة مجلة «الكويت» المطبوعة في مصر عام 1926 لرائد الصحافة الكويتية الشيخ عبدالعزيز الرشيد، ولم يكتف العبد الجليل بتلك المجلة وإنماً حرص أيضاً على اقتناء غيرها مثل مجلة «البعثة» التي أصدرها الطلبة الكويتيون في القاهرة عام 1946 وكان رئيس تحريرها عبدالعزيز حسين، هذا بالإضافة إلى الكثير من المجلات الكويتية القديمة كمجلة “الكويت والعراقي” .

 

العبدالجليل المبدي اعتزازه بما في جنبات مُتْحفه من صحف ومجلات يبدي فخره الكبير أيضاً بامتلاكه مجلة «كاظمة» الصادر عددها الأول عام 1948 وكان رئيس تحريرها أحمد السقاف وصاحب الامتياز عبدالحميد الصانع.

 

وعن أهمية المجلة وقيمتها التاريخية، يقول العبد الجليل متصفحاً مجلته القيمة : «هي أول مجلة كويتية تطبع في الكويت، بعد أن كانت مومباي الخيار الأول، ثم تحول الكويتيون إلى اشهر مطابع الجار الشمالي، مطبعة دار السلام ببغداد، قبل ان يحولوا بوصلتهم في الأربعينيات إلى سورية ولبنان ومصر، قبل أن يستقر بهم المقام في الديرة بعد إنشاء مطبعة المعارف عام 1947.

 

الوثائق العدسانية

 

تٌعد الوثائق رافداً مهماً يُثري المتحف، ولاسيما أنه يمتلك واحدة من أندرها تلك التي تحكي جزءاً لا يستهان به من تاريخ القضاء الكويتي وهي «الوثائق العدسانية» وسميت بهذا الاسم، لتقلد سبعة من أسرة العدساني القضاء من أصل خمسة عشر قاضياً خلال مئة وخمسين عاما من تاريخ القضاء في الكويت، والتي بدأت مع تولي أول قاضٍ من أسرة العدساني الشيخ محمد ابن عبدالرحمن وانتهى العمل فيها في ثلاثينيات القرن الماضي.

 

قلت للعبد الجليل مازحاً وهو ممسك بالوثيقة العدسانية بحرص بالغ : تبدو كجواهرجي يحمل جوهرة ثمينة ؟ فرد مبتسماً : «هي بالنسبة لي أثمن من الجوهرة» .. وهو محق بما قال..والوثيقة هي صك لمختلف التعاملات بين الناس كشراء الأراضي والعقار وغيرها من جوانب الحياة، وكانت تبدأ بديباجة: “الحمد لله ..كما ذكر لدي..وأنا العبد الفاني محمد بن عبدالله العدساني” .. هذا وإلى جانب الوثائق الأخرى لديه بعض المخطوطات النجدية النادرة خطها علماء دين منذ زمن طويل.

 

أرشيف الأسرة التجاري

 

ولأن أسرة العبدالجليل واحدة من كبريات الأسر التجارية الكويتية وكانت «نقعتها» من أكبر النقعات، وهم من أوائل ملاك سفينة «البغلة» بالإضافة إلى السفن الشراعية السفارة، كان من الطبيعي أن تمتلك الأسرة عدداً من المكاتب التجارية في بعض الدول ولاسيما مومباي، حيث المكتب الرئيس.

 

 

  • أعد وقدم للتلفزيون برنامج «البروة» وبرنامج «من مكتبتي» وللإذاعة برنامجاً يومياً طيلة خمسة أشهر بعنوان «الكويت تاريخ وأحداث» .

  • ألف «موسوعة الاقتصاد الكويتي القديم» ذكر فيها أقوال الرحالة الأجانب عن الاقتصاد الكويتي وأعد  كتاب «وثائق أسر كويتية نجدية» .

 

نقعة العبدالجليل " سحيلة "
نقعة العبدالجليل ” سحيلة ” صورة 

 

 

وكونه أحد أفراد الأسرة وخير من يقوم بالمهمة، فقد استحوذ على كل المراسلات الأصلية للمكاتب التجارية طيلة مئة وخمسين عاماً، وهي مراسلات وثقت العلاقة التجارية بين شرق أفريقية ودول الخليج والبصرة، ووثقت كذلك العلاقة بالموانىء التجارية المهمة في المنطقة، فقدم العبد الجليل في ذلك خدمةً جليلةً لأسرته ولبلده، بعد أن حافظ على جزء كبير من تاريخ الأسرة وتاريخ الكويت من قبل.

 

العبد الجليل والأعلام

 

وثيقة عدسانية
وثيقة عدسانية “ صورة

الآن وبعد مرور قرابة ثلاثين عاماً قضاها بين أروقة التاريخ وممراته ، ومكنته من القيام بالتوثيق والتأليف استناداً إلى خبرته الطويلة وعلمه الواسع، فألف «موسوعة الاقتصاد الكويتي القديم» في ألف صفحة، وثقه بطريقة علمية رائعة ذكر فيها أقوال الرحالة الأجانب عن الاقتصاد الكويتي، كما قام بإعداد كتاب «وثائق أسر كويتية نجدية» بالتعاون مع مكتبة البابطين المركزية للشعر، هذا إلى جانب الكثير من المقالات الصحفية في الصحافة الكويتية .

 

ومثلما كان للكتاب والصحيفة حظٌ في إبداعات العبدالجليل، كان أيضاً للتلفاز والإذاعة نصيبٌ مثله، وهنا يتحدث عن نفسه: ” قدمت لتلفزيون الكويت برنامج «البروة» وبرنامج «من مكتبتي» وقدمت للإذاعة برنامجاً يومياً طيلة خمسة أشهر بعنوان «الكويت تاريخ وأحداث» وكان من إعدادي وتقديمي” ..

 

ندوات

وأمام هذا التواجد الصحفي والإذاعي والتلفزيوني الكثيف، ولكونه عضو رابطة الأدباء الكويتيين، وأمين صندوق الجمعية الكويتية للتراث، وٌجهت للباحث العبدالجليل دعوات عدة لإلقاء المحاضرات داخل الديرة وخارجها، كان آخرها في الشارقة بمناسبة تكريم المؤرخ الدكتور يعقوب الحجي وكانت المحاضرة عن : ” كيف وظف الحجي الرواية الشفهية بتوثيق تاريخ الكويت البحري” .

 

نصيحة للباحثين الشباب

هذا وبحرقة شديدة ومع انتهاء اللقاء.. ينصح الباحث التاريخي فهد العبد الجليل الجميع بالقراءة ويقولها ثلاثاً، فهي أساس الثقافة والمعرفة وفصاحة اللسان، مرجعاً جهل أمتنا العربية وتخلفها إلى هجرها القراءة والإطلاع، كما ينصح الشباب بالذات ويدعوهم إلى مطالعة الأبواب أو الفصول المحببة لديهم بالكتب على أقل تقدير، أن لم يكن بالإمكان قراءة الكتاب كله.

 

وأقرأ  :

 

طالع : الحلقة السابقة ( الأولى ) : قصة فهد العبدالجليل مع التراث من الأليف إلى الياء ( الحلقة الأولى ) .

 

طالع : ما هي حكاية العبدالجليل وسحيلة؟؟

 

 

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً