• Post published:19/11/2020

الحلقة الثامنة

تراثنا – التحرير :

في الحلقة الثامنة، تواصل تراثنا نشر مقتطفات متفرقة منتقاة من كتاب ( الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية *) لمؤلفه : محمد بن علي بن طباطبا (1260 – 1309 هجرية )، مقدماً نصائحه ومشورته لما يُعين الملوك والسلاطين على تثبيت ملكهم ، وإدارة سياسة أمور العامة بحكمة ، والتعامل مع الممالك الأخرى .

  • لا ينبغي للملك أن يتصف بالغضب ، ولا بالكذب لأنه لا أحد قادر على إلزامه بشيء ، وليس له أن يبخل لأنه أقل الناس عذراً في خوف الفقر ..  

الخصال غير المستحبة
يقول المؤلف تحت العنوان الفرعي السابق : وأما الخصال التي يُستحب أن تكون معدومة فيه ( الملك ) فقد ذكرها ابن المقفع في كلام له قال : ليس للملك أن يغضب لأن القدرة من وراء حاجته ، وليس له أن يكذب لأنه لا يقدر أحد على إلزامه بغير ما يريد ، وليس له أن يبخل لأنه أقل الناس عذراً في خوف الفقر .

الحقد والحلف
ويستأنف المؤلف حديثه بالقول : وليس له أن يكون حقوداَ لأن قدرَهُ قد عظم عن المجازاة لأحد على إساءة صدرت منه ، وليس له أن يحلف إذا حدّث لأن الذي يحمل الأنسان على اليمين في حديثه خلالٌ : إما مَهانة يجدها في نفسه واحتياجٌ إلى أن يصدقه الناس ، وإما عِيٌّ وحصرٌ وعجزٌ عن الكلام ، فيريد أن يجعل اليمين تتمة لكلامه أو حشواً فيه ، وإما أن يكون قد عرف أنه مشهورٌ عند الناس بالكذب ، فهو يجعل نفسه بمنزلة من لا يُصدَّق ولا يُقبل قوله إلا باليمين ، وحينئذ كلما أزداد أيمانا ” حلفاً ” ازداد الناس له تكذيباً ، والملك بمعزل عن هذه الدنايا وقدرهُ أكبر من ذلك .

سرعة الغضب والضجر
ويستطرد ابن طباطبا بالقول : من الخصال التي يُستحب أن تكون معدومة في الملك الحِدة ، فإنها ربما أصدرت عنه فعلاً ، يندمُ عليه حين لا ينفع الندم ، وأكثر ما ترى في الحِدادَ من الرجال سريعي الرجوع ، ولذلك قال عليه السلام : خير أمتي حِدادُها .

واختتم قائلا : من الخصال التي يُستحب عدمها في الملك الضجر والسأم ، فذلك من أضر الأمور وأفسدها لحاله .

يتبع لاحقاً

مسك الختام

عن عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا فزع أحدكم في النوم فليقل ” أعوذُ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ، ومن هزات الشياطين وأن يحضرون ، فإنها لن تضره ” .
حسن – رواه الترمذي
الأذكار/ د . الشيباني

طالع الحلقة السابقة ( الثامنة ) : الناس على دين ملوكهم بالزي والفعل وبما يلهجون

اترك تعليقاً