• Post published:15/08/2019

علماء وأدباء وشخصيات رحلت

العلامة عبدالله الغديان "رحمة الله عليه"
العلامة عبدالله الغديان “رحمة الله عليه”
د .محمد بن أبراهيم الشيباني
د .محمد الشيباني

تراثنا – كانت لي مع الشيخ عبدالله الغديان لقاءات عدة ، آخرها كان جلسة علمية خاصة في هيئة الإفتاء والإرشاد بالرياض عام 1985م ..طرحت فيها موضوعات شتي ، كان على رأسها تذكيري اياه في خضم زحمة أعماله العلمية اليومية أن يضعها في الحسبان .

وهي انتزاع لو شيء قليل من الوقت للتأليف والتحقيق ، حتى لا تضيع الأيام والأوقات فقط في العمل الإداري في هيئة الإفتاء ، وفي التدريس والإشراف ومناقشة الرسائل الجامعية العالية ( ماجستير ودكتوراه ) في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية !

د . الشيباني يستذكر لقاءهما :

• سألت العلامة ألغديان أن يعطي بعض وقته للتأليف فقال لي أجيزك أن تبلغ ابن باز ليوافق لي بالتقاعد او التفرغ !

• لم أر مثل الشيخ عبدالله الغديان في محبته للشيخ عبدالعزيز بن باز  “رحمة الله عليهما ” .

• أسأل أن يعوضه عن التأليف في حياته بما قدمه تلاميذه العلماء ممن يشار إليهم اليوم بالبنان .

قال لي بعد أن اعتدل في جلسته في مكتبه : لقد تكلمت يالشيباني وأبحث لي بشيء لم يسبقك أحد إليه . وهو ما أفكر فيه منذ أمد بعيد ، و أنا أجيز لك أن تحدث الشيخ عبدالعزيز بن باز ” يرحمه الله ” وهو الرئيس ، بأن يوافق لي بالتقاعد ، أو باستقطاع أيام أتفرغ فيها لما ذكرت ، فالشيخ عبدالعزيز قال لي : لطالما أنا موجود في الهيئة فأنت معي أو قريب من هذا الكلام .

لم أر مثل الشيخ عبدالله الغديان في محبته للشيخ عبدالعزيز بن باز ، نسأل الله أن يجعلهما في الفردوس الأعلى ( أخواناً على سرر متقابلين ) .

خرجت من تلك الجلسة من الشيخ الغديان بدعوة على قهوة في منزله بعد المغرب ، وهناك فتحت فيها أحاديث علمية ودعوية وتراثية ، كان ضمن الموجودين ابنه الدكتور عبدالرحمن الذي التقيت به في عام 1992 م بلندن ، عندما كان مسؤولاً في أحدى المؤسسات الدعوية هناك .

عرفني بنفسه ، و ذكرني بتلك الجلسة في منزله ومحبة والده لي يرحمه الله ، ثم قال : لا تتوقف عن تذكيره بذلك .

الشيخ عبدالله الغديان عضو هيئة كبار العلماء ، واستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وكلية الشريعة في الفقه وقواعد الأصول والبحث العلمي ، مساهماته لا تعد ولا تحصى في مجال الفقه الإسلامي والدعوة والإرشاد .

ومواقفه المشرفة مع الكويت وشعبها قبل الغزو العراقي وبعده ، توفاه الله تعالى عن عمر يقارب 85 عاما ً ” رحمة الله عليه ” و تلاميذه في عموم المملكة والخليج كثير من الدول العربية ، لا يستطيع العاد أن يعدهم ، هم اليوم في مناصب علمية كبيرة وعالية في تلك الدول .

نسأل أن يعوضه عن التأليف والتصنيف في حياته بما قدمه هؤلاء العلماء الذين يشار إليهم اليوم بالبنان ، بارك الله في الجميع ورحم الله شيخنا واسكنه فسيح جناه .

والله المستعان

• في النهاية
قال صلى الله عليه وسلم : ” والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم اصبعه هذه في اليم ، فلينظر بما يرجع ” .
رواه مسلم

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
رئيس التحرير

تواصل معنا

زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق • لا تتوفر تراثنا حاليا في الاسواق وإنما عن طريق الاشتراك ..التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +

اترك تعليقاً